كتب _ محمد عبد النور:
كرم الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الفائزين في المسابقة الثقافية الدينية الكبرى المشتركة الرابعة للعام الدراسى ٢٠٢٢ / ٢٠٢٣، والتي تهدف الى تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر صحيح الدين وبناء الوعى الثقافى والمعرفى، وذلك بأكاديمية الأوقاف الدولية.
وفي كلمته، قال الدكتور رضا حجازي إن أجهزة الدولةِ المصريةِ جميعُها تسعى إلى تحقيقِ التنميةِ الشاملةِ المستدامة من خلال تنفيذ رؤية مصر 2030 ، وأهم أهدافها هى بناء شخصية الإنسان المصري المتكاملة، وإطلاق إمكانياته إلى أقصى مدى، مشيرًا إلى أن بناء الوطن يبدأ من تشكيل وعي المواطن، ومن تنشئته الصحيحةَ، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليمِ لا تألو جهدا في بناء وعي الجيل الجديد، وتنشئة أفراده التنشئة الصالحة، ليخرج كل منهم إلى الحياة العملية، مؤمنًا باللهِ عزَّ وجَلَّ، مُدركًا أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتَعَالَى قَد أَمَرَنا بالعلم، وأنّ الإيمان والعلم هما المعياران اللذان ترتفع بهما درجة الإنسان.
وأكد وزير التربية والتعليم على أن الوزارة تهتم بالأنشطة اللاصفية، لذا طبقت يوم النشاط الرياضي والثقافي من كل أسبوع بالتعاون مع وزارتي الشباب والرياضة والثقافة لمساعدة الطلاب على التركيز والفهم، والمساهمة في بناء اللياقة البدنية والذهنية والصحية للطلاب، ولاكتشاف المواهب ورعايتها منذ الصغر كما تعقد ندوات ثقافية لنشر الوعي بين أبنائنا الطلاب.
كما أكد الدكتور رضا حجازي على اهتمام الوزارة بالتنمية المهنية للمعلمين، مشيرًا إلى أنه في ظل الثورات الصناعية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي أصبح دور المعلم ليس ملقنًا للمعلومة بل منظما وميسرًا وموجها لاكتساب المعرفة، لذا نحتاج إلى معلم مثقف وإنسان، مضيفًا أن الدولة المصرية تولى اهتمامًا كبيرًا بالمعلمين، ولديها آلية محكمة لانتقاء المعلمين ومعايير انتقائهم، وخاصة معلمى التربية الدينية، فهم أساس ترسيخ القيم الأخلاقية فى نفوس وعقول الطلاب، ويجب أن يكونوا على قدر كبير من الوعى والثقافة.
وأضاف وزير التربية والتعليم أنه مع اهتمام وزارة التربية والتعليم بكافة المواد الدراسية، إلا أنَّها تُولي مادة التربيةِ الدينية أهمية قصوى، فتحرص أشد الحرص على الارتقاء بها، وتطوير مناهجها، وتحديثِ أساليبها، وتدريبِ معلميها، وتكثيفِ أنشطتها، لتتحول التربية الدينية من مادة دراسية، إلى سلوك فعلي يعيشه الطالب، وينعكس على معاملاته.
وأشاد الوزير بالتعاون المثمر والمستمر مع وزارة الأوقاف في مجال تدريب معلمي التربيةِ الدينية وإهداء مجموعة من إصداراتِ الوزارة ومطبوعات المجلسِ الأعلى للشئون الإسلامية للمتدربين، لتزويدهم بالمعارف الصحيحةِ التي تعينهم على تقويم الفكر، وتحصين الطلاب من الأفكار
المضللة التي قد تستهدفهم.
وأشار الوزير إلى أبرز مجالات التعاون بين الوزارتين، في مجال الأنشطة الطلابية، وإقامة “المسابقةِ الدينيةِ الكُبرى”، موضحا أن هذه المسابقة لا تستهدف فئة الطلاب فقط، بل هي مسابقة شاملة، تستهدف أطراف العملية التعليمية كلها من طلاب المراحل التعليمية المختلفة، وأولياءِ أمورهم، وكذلك العاملين بالمدارس والإدارات التعليمية من إداريين، وأخصائيين، ومعلمين، وقيادات تعليمية.
ولفت الوزير إلى أن تصميم هذهِ المسابقة عظيم، وأثرها عظيمٌ أيضًا لأنها لبت حاجةً أساسيةً في نفوسِ أبنائنا الطلابِ، وأفسحت لهم الفرصة على إعمال مهارات البحث العلمي والتفكير الناقد في مجال من أصعب المجالات الفكرية وهو مجال الثقافة الدينية، مضيفًا أن المسابقةُ أحدثت حِراكًا ثقافيًّا هائلًا، فازدادَ الطلبُ على الكتبِ التي تدورُ حولَها المسابقةُ، وفاقت أعدادُ المتسابقين جميعَ التوقعات، إذْ زادَ عَدَدُهم في العام الدراسي 2022 / 2023 عن مائة وأربعة وثلاثين ألفَ متسابق، وهو رقم ضخم بكل المقاييس.
وتابع الوزير أن مستوى المشاركات كشف عن ثقافة دينية متميزة يتمتع بها أبناؤنا الطلاب، قائلًا : “نحن إذْ نكرم اليوم أوائل الفائزين في المسابقة، نؤكد أن جميع من شارك فيها قد فازَ بالفعل، فجميعُهُم فائز بما حَصل من علمٍ نافع، وبما اطَّلعَ عَليه من معرفة دينية صحيحة، تجعله من الفائزين في الدنيا والآخرة”.
واختتم الوزير كلمته بتقديم التهنئة لكل المكرمين وبالشكر لكل من شارك في هذا العمل.
وفي كلمته، رحب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالحضور جميعًا، مقدمًا خالص الشكر والتقدير لمعالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لتلبية الدعوة، مبينًا أن الإمام والمعلم لا يستغنيان عن اللغة العربية وآدابها،
وأوضح وزير الاوقاف أن التعليم اللاصفِّي القائم على الأنشطة الثقافية والرياضية وغيرها يسهم في تكوين شخصية الطالب بما لا يقل عن الجانب الأكاديمي الصَّفِّي، فالأنشطة التطوعية واللاصفية والرياضية من أهم عوامل بناء الشخصية والتميز الثقافي لها، فهي تشغل الطالب بما يفيده وتحصنه من الوقوع في براثن التطرف وغير ذلك،
وأشار الى أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأخير تناول الحديث عن الفضاء الإلكتروني وناقش أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني، والذي أكد على أن هذه الأنشطة هدف استراتيجي يجب اغتنامها، موضحا أن الوزارة أعدت برنامجًا للأئمة للبناء الثقافي لهم والذي يجوب جميع المحافظات للوقوف على ما يتم على أرض الواقع في مصرنا الحبيبة، مؤكدًا على أهمية الرحلات المدرسية للوقوف على انجازات الدولة والتعرف على مواطن الجمال فيها.
وأشار وزير الاوقاف إلى أن ما يتم رسمه من صورة في ذهن الطفل عن المناطق الأثرية والحضارية والتاريخية وزيارة معالم بلدنا تسهم في بناء ثقافة لا يمكن أن تبنيها الثقافة الأكاديمية منفردة.
وأكد وزير الأوقاف أن خدمة الدين في قيام كل بمهمته وإتقان عمله، مشيرا إلى أن ما جاء في القرآن الكريم في شأن العلم جاء عامًّا قال (سبحانه): “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” وقال (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ سَلَكَ طَريقا يَبْتَغي فيه عِلْما سَهَّل الله له طريقا إلى الجنة” فكلمة العلم جاءت نكرة لتعم أي علم.
وأضاف وزير الأوقاف أننا على استعداد لمواصلة عقد الدورات التثقيفية المشتركة لمعلمي التربية الدينية، مؤكدًا أن الدين الصحيح جزء من الحل وليس جزءًا من المشكلة، فإن لم نُعلم أولادنا الصواب اختطفهم أهل الباطلة.
وأكد وزير الأوقاف أن موضوعات المسابقة تم اختيارها بعناية في كل فرع من أفرع المسابقة، فكل مجموعة تم اختيار ما يناسبها، كما حرصت الوزارة على توفير الكتب بأسعار مخفضة بالهيئة المصرية العامة للكتاب،
وأكد الوزير أنه سيتم رفع المكافأة في المسابقة الجديدة في المستوى الأول من كل فرع بزيادة ألف جنيه.
وفى ختام الحفل، تم تكريم الطلاب الفائزين في المسابقة وعددهم (74) فائزًا شاركوا في المسابقة، وحصل كل فائز على جائزة مالية مقدمة من وزارة الأوقاف، وشهادة تقدير، ومجموعة كتب من إصدارات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
جدير بالذكر أن المسابقة الدينية الكبرى مسابقة بحثية تهدف إلى زيادة وعي المجتمع المدرسي بصحيح الدين، وتصويب الأفكار الخاطئة التي قد تتسرب إلى عقول الطلاب من المواقع غير الموثقة على شبكة الإنترنت، وتقدم لهذه المسابقة عدد (١٣٤٧٦٩) متسابقا وبلغ مجموع جوائزها (٩٧٥٠٠) جنيه، وتستهدف جميع أطراف العملية التعليمية، حيث شملت طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية (عام وفني)، والقيادات التعليمية، والمعلمين، والإداريين، والأخصائيين في المدارس، وأولياء الأمور.
حضر الاحتفالية الدكتور محمود فؤاد مستشار مادة التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة بوزارة الأوقاف، والدكتور نوح العيسوى رئيس الادارة المركزية لشئون مكتب وزير الأوقاف، والدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، و موجهى عموم مادة التربية الدينية بالمديريات التعليمية.