كتب _ محمد عبد النور:
على هامش الاجتماع السنوي الـ 54 للمنتدى الاقتصادي العالمي 2024 بمدينة دافوس ، تشارك كابجيميني في تقديم الاستشارات والخدمات التقنية وخدمات التعهيد، والشريك الاستراتيجي للمنتدى الاقتصادي العالمي، في الحوار الرئيسي لهذا العام بعنوان “إعادة بناء الثقة”، لتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الثقة في مستقبل الأعمال.
ولتحقيق ذلك الهدف، تعتزم كابجيميني المساهمة في النقاشات المحورية التي تتناول استعادة الثقة في مستقبلنا، حيثما سيعمل جناح كابجيميني في المنتدى الاقتصادي العالمي على تعزيز الحوار من خلال استضافة الحلقات النقاشية والعروض التقديمية الفعالة، مما يدعم الحلول التعاونية للتحديات الأكثر إلحاحًا في العالم.
وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، كشف تقرير معهد كابجيميني للأبحاث بعنوان “مستقبل أكثر إشراقا: أولويات الاستثمار لعام 2024″، عن الخطط الاستثمارية لأكثر من 2000 قائد أعمال على مستوى العالم. ووجد أن نسبة 56٪ منهم لديهم ثقة كبيرة في النمو المستقبلي لمؤسساتهم على الرغم من الحالة الاقتصادية العامة وتحدياتها، صعودًا من نسبة 42٪ قبل 12 شهرًا؛ كما تبين في التقرير أن أقل من ثلثهم متفائلون بشأن البيئة التشغيلية العالمية.
وتعليقًا على ما قدمه التقرير، صرح أيمن عزت، المدير والرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني Capgemini: “يصّدر التقرير الكثير من التفاؤل في بداية عام 2024، حيث يبدأ قادة الأعمال هذا العام بثقة كبيرة مقارنة ببداية السنة الماضية. وذلك يعود إلى تقدم الكبير الذي حققته التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وقدرتهم على قيادة مرحلة جديدة من الانتقال نحو اقتصاد عالمي أكثر رقمية واستدامة.”
وأضاف عزت أنه من الأخبار السارة هذا العام زيادة قادة الأعمال لاستثماراتهم في مجموعة واسعة من مجالات الأعمال الهامة مثل الاستدامة، وتحسين تجربة العملاء والابتكار، فضلًا عن تطوير المواهب وسلاسل التوريد؛ مشيرًا أن هناك الكثير لنكتشفه عن الأدوات والتقنيات الرقمية، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وما يمكنهم تحقيقه للوصول إلى أهداف العمل”.
ومع النظرة المتطلعة للغاية بين قادة الأعمال العالميين، يخطط 83٪ منهم لزيادة الاستثمارات في الأدوات والتكنولوجيا الرقمية، في حين يعتزم 52٪ للاستثمار في الاستدامة. وعليه، تتصدر الاتجاهات التالية المشهد الاستثماري لعام 2024:
- الأدوات والتقنيات الرقمية هي المحور الرئيسي للاستثمار، بديةً من الذكاء الاصطناعي
• الذكاء الاصطناعي يقود الابتكار – مع إدراك قادة الأعمال لقوة الذكاء الاصطناعي ونماذجه التوليدية في دفع الابتكار وإطلاق العنان لنمو الإيرادات، يخطط 88٪ منهم للتركيز على هذه التكنولوجيا، ارتفاعا من 33٪ العام الماضي.
• الذكاء الاصطناعي ليساهم بشكل أكبر في صنع القرار – يتوقع قادة الأعمال أن يتم اتخاذ القرارات الحاسمة بمساعدة الذكاء الاصطناعي في غضون خمس سنوات من الآن بداية من صناعة علوم الحياة، حيث من المتوقع أن تكون نصف القرارات الحاسمة بهذه الصناعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي في غضون 5 سنوات. ومع ذلك، أكد أغلب قادة الأعمال عبر القطاعات أن تحكيم العنصر البشري في عملية اتخاذ القرارات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالم يحركه الذكاء الاصطناعي.
• لا يزال الأمن السيبراني أولوية قصوى – 61٪ من قادة الأعمال صرحوا أن تهديدات الأمن السيبراني تمثل خطرًا رئيسيًا على نمو الأعمال – مقارنة بـ 39٪ في عام 2023.وعليه، يتوقع معظمهم زيادة الاستثمار في الأمن السيبراني خلال الأشهر 12-18 القادمة.
- مع وضوح حاجة الأعمال لدمج الاستدامة في أعمالهم، تخطط معظم المؤسسات الآن لزيادة الاستثمار بها.
• خطورة تغير المناخ – يتوقع ما يقرب من نصف قادة الأعمال العالميين أن يكون تغير المناخ أكبر محرك للاضطراب التشغيلي خلال العشرة سنوات المقبلة. وعليه، صرح أغلبهم أن الافتقار إلى الممارسات والعمليات المستدامة سيشكل خطرًا وجوديًا طويل الأجل على مؤسساتهم.
• الحوافز تسرع الاستثمار – صرح 57٪ من قادة الأعمال عن نيتهم لزيادة استثماراتهم في التكنولوجيا النظيفة في الولايات المتحدة على مدى السنوات 2-3 القادمة بسبب قانون خفض التضخم (IRA)، كما تخطط نفس النسبة لزيادة استثماراتها في التكنولوجيا النظيفة في الاتحاد الأوروبي تماشيًا مع الصفقة الصناعية الخضراء. - التشكيك في مفهوم النمو داخل حدود الكواكب
بالرغم من تفاؤل أغلب قادة الأعمال بآفاق النمو المستقبلية لمؤسساتهم، أصبح وعيهم بالتحديات الناجمة عن القيود البيئية أكبر بشكل متزايد. إذ صرح ثلثا قادة الأعمال بأن السعي الدؤوب لتحقيق النمو لا يتوافق مع معالجة الأزمة المناخية والبيئية. وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، يعترف 38٪ منهم بأنه من المحتمل أن ندخل حقبة لن يصبح النمو فيها ممكنًا بسبب حاجة البشرية للبقاء داخل حدود الكواكب. - صعود التوريد القريب (nearshoring) والتصنيع لدى الأصدقاء (shoring-friend) حيث لا تزال سلاسل التوريد نقطة ضعف رئيسية
أدى تأثير جائحة كوفيد 19 وعمليات الإغلاق الاقتصادي اللاحقة إلى زيادة الوعي بضعف سلاسل التوريد العالمية التي اعتمدت عليها الأعمال التجارية الدولية لفترة طويلة. ولذلك، تطلع قادة الأعمال إلى إعادة هيكلة وإعادة تصميم سلاسل التوريد العالمية الخاصة بهم في العام الماضي، بهدف تقليل مخاطر حدوث اضطرابات كبيرة.
وكان للدروس المستفادة من إغلاق كوفيد الفضل في زيادة حلول سلاسل التوريد الأقصر مثل التوريد القريب والتصنيع لدى الأصدقاء، مما قلل من نسبة التعرض للاضطرابات الاقتصادية واللوجستية. إذ أشار أقل من نصف قادة الأعمال (45٪) أن نسبة كبيرة من مشترياتهم ستكون معتمدة على التصنيع لدى الأصدقاء في المستقبل، ويذكر 49٪ أنهم يستثمرون في اقتصادات ناشئة أخرى لتقليل الاعتماد على الصين. - تظل المواهب ومساحات العمل أولوية رئيسية لقادة الأعمال
تمثل ندرة المواهب ذات المهارات المناسبة من بين أهم مخاطر الأعمال لما يقرب من ثلثي المؤسسات (حوالي ضعف عدد المؤسسات في العام الماضي). وفي الوقت الذي تخطط فيه المؤسسات وتنفذ سياسات “العودة إلى المكتب”، يخطط الربع أيضًا لزيادة الاستثمارات في المساحات المكتبية، ارتفاعا من 4٪ فقط في العام الماضي. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن ارتباطات العمل المرنة والمختلطة لن تختفي.