كتب _ محمد عبد النور:
أسفرت فعاليات الندوة التي نظمها المجلس المصري للشؤون الخارجية (ECFA) تحت عنوان ” استغلال مبادرة الهيدروجين في مصر: جسر بين الفرص والتحديات ” ، والتى اقيمت مؤخرا ، عن مجموعة من النتائج والتوصيات أهمها أنه يجب على مصر متابعة استراتيجية الهيدروجين الأخضر H2 مع إدراك أن هذه الاستراتيجية ممكنة في الوقت الحالي وذلك بسبب الدعم الذي تقدمه أوروبا في عمليات الهيدروجين الأخضر. إذا تغيرت الظروف السياسية، وانسحب الحزب الأخضر الأوروبي من التحالف في مجلس الوزراء الألماني، فقد تتغير الاستراتيجية، حيث قد تضعف الاستراتيجيات الخضراء الحالية، وهذا ما يجعل التوصية الثالثة ذات أهمية كبيرة.
جديد بالذكر انه الندوة شهدت مشاركة قوية من الخبراء بحضور كل من عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام لمجلس الشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، والسفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية نيابة عن الوزير، والدكتور أحمد سعد الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والسفير الاسترالي بالقاهرة أكسل وابنهورست التجربة الأسترالية.
من جهته قال الدكتور بهي الدين الابراشي، الشريك و المدير التنفيذي لمكتب الابراشي و درماركار للاستشارات القانونية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان التوصية الثانية للندوة تتمثل في ان مصر تواجه تحديات في العثور على مشترين للهيدروجين الأخضر الذي تنتجه لذا يجب علينا اتباع سياسة مشابهة لأستراليا، حيث تعطي الأولوية لجذب الصناعات السابقة الملوِّثة للغاية، حتي يتم نقل و توطين هذه الصناعات في أستراليا، سيحل هذا الأمر مشكلة وجود مشترين للمنتجات المصرية ، كما سيزيد قيمة المنتجات و الاقتصاد في مصر. وبالتالي، ستتمكن مصر من إنتاج الصلب الأخضر والأسمدة الخضراء والأسمنت الأخضر للتصدير إلى أوروبا كذلك يجب أن تعرض مصر إمكانية إنتاج منتجات خضراء لصناعاتها الحالية مثل صناعة الأسمنت، إذا كانت هذه الصناعات تسعى لتصدير منتجاتها إلى أوروبا.
أما التوصية الثالثة للندوة فتتمثل فى أنه يجب أن تكون هناك سياسة لإعادة النظر في إعطاء الأولوية لاستخدام الغاز في مشاريع الهيدروجين. توجه مصر حاليًا معظم الغاز إلى توليد الكهرباء. يستهلك توليد الكهرباء ما يقرب من 74% من إجمالي استهلاك الغاز في مصر. إذا كان تأثير المضاعفة 1:10، فإن مصر ستكون قادرة على إنتاج نفس كمية الكهرباء التي تنتجها حاليًا من الغاز (90% من كهرباء مصر يتم إنتاجها من الغاز) من 7,4% من الغاز لدينا بدلًا من 74%.
على حين أن التوصية الاخيرة فتركز على ضرورة أن نشجع مركز الدولي للهيدروجين الأخضر التابع لجامعة النيل على تطوير قدراته اذ من المهم أن تقوم جامعة النيل بعمل الدراسات الاقتصادية اللازمة نحو مدي جدوى المشاريع والسياسات الهيدروجينية المختلفة. كما ينبغي أن تقوم بمراجعة تطوير تكنولوجيات الهيدروجين وقدرة مصر على المساهمة فيها.