بقلـم: محمد عبدالمجيد
لفت المؤتمر العالمي للجوال الذى إحتضنته مدينة برشلونة الإسبانية، مطلع مارس الجارى، إلى أن الذكاء الاصطناعي تجاوز مهمة مساعدة البشر على تذليل الصعاب إلى إزاحتهم والهيمنة على وظائفهم سواء كانت شاقة وتتطلب تدخل الروبوت أم سهلة لا تحتاج تعقيدات البرمجيات الحديثة كالوعظ الديني والمدرّس والصحفي.
“الذكاء الاصطناعى” يعنى صنع آلات تحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج. وتواصل تقنيات الذكاء الاصطناعي التطور، ما يغير شكل الحياة وصورة العالم مع تعدد وتنوع استخداماتها، حيث تقود هذه التقنيات إلى تغير كل شيء من الأجهزة إلى مراكز البيانات.
و طرحت بعض الشركات خلال المؤتمر هواتف ذكية، تتضمن تقنية الذكاء الاصطناعى حيث بات المصنعون يتنافسون على تصنيع هواتف تحاكى العقل البشرى، وعرض ربوتات تحاكى البشر. ومنها روبوت يدعم جيل الاتصالات الخامس، يقلد حركة مشغله في الوقت الحقيقي وإكمال المهام عن بُعد.
كما يمثل تطوير أسلحة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مضماراً جديداً تتسابق فيه القوى العسكرية المؤثرة في العالم، لتصبح الغلبة في معارك المستقبل لمن ينجح أكثر في تطبيق هذه التكنولوجيا في ساحات القتال.
فقد بدأت الإنجازات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي تبصر النور، حيث كشفت وسائل إعلام صينية في يناير الماضي، عن تطوير باحثين بالتعاون مع الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع والمركز الوطني للكمبيوترات الخارقة في تيانجين، لكمبيوتر خارق، وهو أسرع بعشر مرات من أقوى الكمبيوترات الموجودة في العالم.
وفي هذا السياق، بدأ العمل في مدينة “هيفي” الصينية العام الماضي على مشروع بقيمة مليار دولار لتشييد مختبر وطني للمعلومات الكمية، بإشراف عالم الفيزياء بان جيانوي، والذي يقود فريقاً أطلق أول قمر اصطناعي للاتصالات الكمية، والذي يتيح إرسال شيفرات لا يمكن اختراقها.
ومن بين التقنيات التي حظيت باهتمام مسئولي “البنتاجون” مشروع ذكاء اصطناعي، بمقدوره تفحص الفيديو الملتقط من طائرة “درون”، والكشف عن تفاصيل قد يهملها العنصر البشري، كتحديد أفراد يتنقلون بين مقار لجماعات إرهابية في منطقة ما مثلاً.
وطبقاً لتقرير “وول ستريت جورنال”، يعمل الجيش الأمريكي على أنظمة تكتيكية لتقنية الواقع المعزز في ساحات المعارك، لعرض الفيديوهات المستقبلة من طائرات الـ”درون”، وتحسين الرؤية الليلية، وتأمين بيانات عن التهديدات المحتملة، والأهداف والمناطق التي يجب اقتحامها أو حمايتها.
وإلى جانب الصين والولايات المتحدة، تعد روسيا منافساً قوياً، حيث تركز موسكو على تصنيع أسلحة مدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتخطط بأن تصبح نسبة 30 في المئة من جيشها وقوتها العسكرية خلال العقد القادم، تعمل آلياً.
Ahmah1712@yahoo.com