بقلـم: محمد عبدالمجيد
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
نشأت فكرة التجارة الرقمية منذ ذلك الوقت الذى بدأت به فكرة التحويلات المالية البنكية الإلكترونية، لإستغلال حركة النقد من وإلى الوسطاء وأصحاب الحسابات البنكية على الانترنت، لتكون النواه الأولى لنشأة علم التجارة الرقمية كعلم قائم بحد ذاته، فكرة التجارة ببساطة وبدون تعقيد في المصطلحات هى بيع وشراء وعرض ومشاركة ونشر وإعلان وإنتاج وتوزيع وترويج أى شىء بداية من مجرد الأفكار التى تدور بداخلك وحتى بيع منتج عملاق كالمصانع والآلات والأراضى والعقارات، كل ذلك يندرج تحت ستار التجارة ولكن عندما يتم هذا فى إطار التواجد بالمنزل أو المكتب أو الشركة وفى أى زمان ومكان من خلال استخدام الكمبيوتر المتصل بالإنترنت، هكذا نحن نتحدث عن “التجارة الإلكترونية”.
أحدثت التجارة الإلكترونية ثورة فى ثقافة الشراء والبيع فلم يعد هناك قيدا يجعلك مضطرا إلى السفر لمكان ما لعمل صفقة تجارية أو عقد اتفاق تجارى لبيع أو شراء منتج، ولم يعد هناك مشكلة فى التوقيت فيمكن الشراء صباحا أو البيع مساءا، تلاشت كل تلك المفاهيم فى ظل وجود سوق مفتوح أربعا وعشرون ساعة يوميا، وفى تجدد مستمر وإنتشار متزايد، وأصبح بالإمكان خلق سوق عالمى وليس محلى فقط وبالإمكان المنافسة فيها جميعا لاجتذاب أكبر عدد من المشترين وزيادة الأرباح، لنسب قد تصل إلى أرقام لم يكن بمقدور التجارة العاديه تحقيقها مطلقا، لكن الأساس هنا توفير بعض المقومات الأساسية لتكون التجارة الالكترونية قائمة على أساس سليم قوى يدعم تقدمها وانتشارها فى ظل توالد ملايين المنافسين فى هذه التجارة سنويا.
توقعت دراسة نشرت حديثا عن التجارة الرقمية، أن 60 بالمائة من مؤسسات التجارة الرقمية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في 30 بالمائة من مستويات النمو التي ستحققها إيرادات التجارة الرقمية.
وعلى الرغم من النجاح المبكر الذي يمكن أن تحققه مؤسسات التجارة الرقمية، إلا أن هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة عند تطبيق تقنيات الذكاءالاصطناعي. فقد أظهرت الدراسة أن الافتقار إلى التدريب الفعّال (29 بالمائة) وتوافر المهارات داخل المؤسسة (27 بالمائة) هي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها المؤسسات عند نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التجارة الرقمية. كما تُعد مهارات الذكاء الاصطناعي نادرة وغير متوفرة، ولايوجد الكثير من المؤسسات التي تمتلك مثل هذه المهارات داخلياً، ويتعيّن على هذه المؤسسات استئجار مثل هذه المهارات من جهات خارجية أو أن تستجدي المساعدة من شركائها.
Ahmah1712@yahoo.com