كتب _ محمد عبد النور:
تحول استثنائي أحدثته رؤية جامعة حمدان بن محمد الذكية في مشهد التعليم العالي حتى ليجوز لنا أن نميز بين مرحلتين للتعليم العالي في المنطقة- ما قبل تأسيس الجامعة الذكية وما بعد تأسيس الجامعة الذكية. لذلك مثلت انطلاقة الجامعة الذكية فرصة حقيقية للتعليم العالي للخروج من الدائرة المفرغة التي يدور فيها التعليم التقليدي. ولقد كان من شأن هذا التحول أن أبرز الجامعة الذكية مثالاً للمؤسسة التعليمية التي تعتمد الابتكار والتجديد والجودة سبيلاً نحو التميز والفرادة، لذلك كانت الجامعة الذكية أول مؤسسة تعليمية معتمدة من وزارة التربية والتعليم في الدولة، وأول مؤسسة تعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي تنال عضوية المجلس الدولي للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد (ICDE).
تكتسب رؤية جامعة حمدان بن محمد الذكية أهمية غير مسبوقة نظراً لاعتمادها التميز والجودة والتعليم الذكي كثلاثية تقوم عليها رسالتها التعليمية. وتواكب هذه الرسالة توجهات دولة الإمارات التي تهدف للاستفادة من جميع التجارب والخبرات العالمية، وبناء الشراكات والتعاون مع أصحاب التجارب الرائدة، عبر تقديم نموذج عالمي متفرد للارتقاء بالتعليم وتطوير أساليبه وأدواته، ليكون نموذجاً يحتذى في بناء مستقبل أجيال قادرة على مواجهة التحديات المستجدة في سوق العمل، وابتكار الحلول والأفكار الكفيلة بتحقيق التنمية المستدامة.
حرصت جامعة حمدان بن محمد الذكية على إعادة تصور مستقبل التعليم من خلال رؤيتها، ومن ثم لإعادة هندسة التعليم من خلال رسالتها، وبعد ذلك لإرساء مناهج تعليمية مبتكرة من خلال القيم العليا التي تستند إليها استراتيجيتها في التعليم، بتقديم مناهج حديثة تواكب التطورات العالمية، وتلبي متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة، وأتى ذلك منسجماً مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030 كخارطة طريق مهمة لإنجاز تحول شامل في نظام التعليم العالي في الدولة، ما يسمح بتطوير القدرات والمهارات الفنية والعملية للدارسين والخريجين وتعزيز مشاركتهم في دفع عجلة التنمية الوطنية وتعزيز الاقتصاد في القطاعين العامّ والخاص.
بفضل الابتكار والتجديد اللذين تتميز بهما رؤية ورسالة الجامعة الذكية، أمكن استحداث تخصصات تقنية جديدة وتطوير برامج تدريبية مبتكرة تركز على استقطاب الدارسين ذوي التطلعات والطموحات التي تتوافق مع توجهات الدولة في دعم ريادة الأعمال، ومتابعة إكسابهم المهارات اللازمة، بدءاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وصولاً إلى تطوير التطبيقات والابتكارات التكنولوجية، كما أمكن عبر ما يزيد على عقدين من عمر الجامعة الذكية تخريج أجيال من رواد الأعمال والاستشاريين والمتخصصين الذين شغلوا أرفع الوظائف والمناصب في مختلف نشاطات الاقتصاد.
تشكل حلول التعلم الذكية لدى الجامعة الذكية نقلة نوعية في مجال التعليم، حيث تجمع بن إمكانات التكنولوجيا وأساليب التعليم المبتكرة لتقديم تجربة تعليمية أكثر تفاعلاً وتخصيصاً للدارسين والمتدربين. ومن بين هذه الحلول، يأتي “الحرم الجامعي الذكي” في الجامعة الذكية بصفته إحدى الركائز الأساسية لعملية التعلم الذكي، ويمثل بيئة تعليمية تلبي احتياجات الدارسين والمتدربين، ويعتمد على مستجدات التكنولوجيا لتوفير خدمات وتجارب تعليمية مخصصة. ويتيح هذا النموذج الذكي للدارسين الوصول إلى المواد الدراسية، والمحاضرات، والموارد التعليمية عبر الإنترنت، وذلك بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. ويمكن للخريجين بفضل هذه التقنيات الحديثة التواصل مع الأساتذة والزملاء والمشاركة في النقاشات والمشروعات بشكل سهل وفعّال. وبالإضافة إلى تحسين عملية التعلم، توفر الجامعة العديد من الخدمات المبتكرة التي تشمل دورات تخصصية تسهم في دعم الخريجين في الجوانب المهنية ومجالات التطوير الشخصي. كذلك تدعم الجامعة الذكية الدارسين والخريجين في إجراء البحوث العلمية وتوفر لهم التشجيع والمساندة من خلال الجوائز التعليمية والأكاديمية. وتقدم الجامعة خدمات استشارية وإرشادية على المستويين الشخصي والمهني للخريجين، ما يمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن مساراتهم المهنية، وتوفر الجامعة أيضاً خدمات توظيف وفرصاً وظيفية للخريجين، ما يدعم اندماجهم في سوق العمل بشكل فعّال.
وإذا أردنا أن نتعرف على أهمية هذا التحول غير المسبوق في توجهات التعليم العالي، فلنا أن ننظر في آثاره وتداعياته الإيجابية على حياة الدارسين والخريجين وعلى قائمة النجاحات والإنجازات التي أمكن لهم تحقيقها، لذلك نتناول في الفقرة التالية بعضاً من قصص النجاح الملهمة التي سطرها عدد من خريجي الجامعة الذكية، وهي قصص نجاح ارتكزت على ذلك التحول الاستثنائي في المنظور الأكاديمي للتعليم الجامعي، وأثر هذا التحول على الدارسين والخريجين والمجتمع الأكاديمي، سواء كان ذلك خلال الحياة الأكاديمية والرحلة الدراسية للدارسين أو أثناء المراحل اللاحقة لهذه الدراسة، ونعني بذلك الحياة المهنية والإنجازات التي يحققها خريجو الجامعة الذكية في شتى مجالات الاقتصاد.
الخريجون: الجامعة الذكية نقلة نوعية في التعليم العالي
تبرز نجاحات خريجي جامعة حمدان بن محمد الذكية كنماذج ملهمة للتفوق والإبداع. وتعكس إنجازاتهم في مختلف المجالات روح الابتكار والتميز، ما أمكنهم من تحقيق نجاحات مهنية استثنائية.
يقول أحمد آل محمود، أحد خريجي الجامعة: “نشكر جامعة حمدان الذكية على برنامج دبلوم مقيم التميز الحكومي الرائع، الذي أحدث نقلة نوعية معرفية في مفاهيم التميز الحكومي. خلال فترة دراستي وغداة حصولي على الشهادة، عرفت القيمة الكبيرة لهذا البرنامج الذي كان له تأثير كبير في مسيرتي المهنية، حيث أتاحت لي المعارف التي اكتسبتها في البرنامج الفرصة للمساهمة الفعّالة في المجتمع. تولّيت مؤخراً مهام مستشار لجائزة الموظف المتميز في اقتصادية الشارقة 2023-2024، وشغلت منصب مدير لجائزة الموظف المتميز ورئيس لجنة التحكيم للجائزة 2022-2023. وشاركت في التدريب على إدارة الجوائز ووثائق الترشيح لجوائز التميز لدى هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، واقتصادية الشارقة ومجموعة دبي للجودة 2022-2023، وجائزة دبي للأداء المتميز للقطاع الخاص من اقتصادية دبي – مقيم للقطاع المصرفي – خلال عام 2022، وجائزة الشارقة للتميز تحت إدارة غرفة الصناعة والتجارة الشارقة – مقيم خبير في مجال الاستدامة – خلال عام 2022، واستشاري ومقيم داخلي والقيام بعملية تأهيل هيئة النقل بإمارة عجمان – تأهيل الهيئة للتميز – خلال عام 2022، فضلاً عن المشاركة في مؤتمر التميز الحكومي (المجلس التنفيذي بحكومة عجمان) مع نخبة من خبراء التميز الحكومي – خلال عام 2022. وتكلّلت جهودي مؤخراً بتولي منصب رئيس مجلس إدارة استشراف المستقبل بمجموعة دبي للجودة.”
وأشار خميس الكعبي استشاري تعليم، أحد خريجي برامج الجامعة قائلاً: “بفضل الله، ونتيجة حرصي على التعلم وحضور الدورات والدبلومات التي تطلقها الجامعة الذكية، استطعت أن ألتحق بعدد من اللجان والفرق التي تتناسب مع تخصصاتي. فحققت نجاحاً ملموساً في مجال التعليم والتميّز، حيث أُتيحت لي فرص قيّمة لتطوير مسيرتي المهنية كان أبرزها عرضٌ لعملٍ بمنصب مستشار تعليمي. ونجحت في هذا المنصب في توجيه العملية التعليمية وتطوير استراتيجيات جديدة تعزز جودة التعليم. وعلاوة على ذلك، تم اختياري لأن أكون عضواً مقيماً معتمداً لعدد من لجان التميّز المؤسسي للمساهمة في تطوير استراتيجيات التميّز ورفع مستويات الأداء. وتُعتبر تلك اللجان مساحة للتبادل البنّاء للأفكار والخبرات بين مختلف القطاعات والأقسام، ما يمنحني الفرصة لتوسيع شبكة علاقاتي وتعلم أفضل الممارسات من زملائي في المجال. وشغلت أيضاً دور استشاري في منظومة التميز الحكومي، إضافةً إلى منصب عضو في لجان جوائز التميز المؤسسي، حيث أدّيت دوراً محورياً في تطوير وتحسين معايير الأداء والجودة. وتكلّلت جهودي بالحصول على عدد من الجوائز أبرزها جائزة خليفة للتميز. وكان لدي دور في إعداد بعض هذه الجوائز الداخلية، ما يعكس إسهامي في تحفيز الفرق والأفراد على تحقيق التميز”.
وقالت أماني المحيان من برنامج الدبلوم، والتي تشغل منصب مدير مالي: “شعرت بسعادة غامرة عند حصولي على جائزة المدير المالي للعام 2019 على مستوى حكومة الشارقة. ولم يكن تحقيق هذا الإنجاز ممكناً دون دعم وإلهام جامعة حمدان بن محمد الذكية التي وفّرت لي بيئة محفّزة وداعمة للابتكار والتفوق في مجال الإدارة المالية. وفي عام 2022، تشرّفت بحصولي على جائزة الموظف المتميز. وأعتبر هذا التكريم ثمرةً لقيم التفاني والتميّز التي نمّتها الجامعة في نفوسنا. ويعود الفضل في حصولي على هذا الجائزة للبرامج التعليمية المتميزة والبيئة الأكاديمية الملهمة في الجامعة التي مكّنتني من تطوير مهاراتي القيادية والإدارية. وأسهم الدعم الكبير والإرشاد الذي تلقيته من أعضاء الهيئة التدريسية بشكل كبير في بناء رؤيتي الاستراتيجية لإدارة المال”.